الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

كي لا أنسى وإن كنت أبدا لا أنسى،،،جاد عبدالله

كي لا أنسى وإن كنت أبدا لا أنسى
+++
غفوة تلت غفوة حتى فزعت عيني و انتفض جسدي فالساعة تخبرني أنني تأخرت أكثر من نصف ساعة عن قلمي وورقتي . و كذا عن عملي.
اختطفت كل مراحل التجهيزات في سباق مع عقرب الساعة الكبير .. عقرب اسود لدغته مؤلمة اخشاه كما أخشى لدغة الصغير و أكثر.
ربع ساعة كانت كافية أن تضعني في احضان مقعدي خلف مقود سيارتي و حزام الامان يعانقني سعادة للقائي ربما أو خوفا ، أظنه لا يحب أسلوب قيادتي.
امسكت هاتفي و كتبت خاطرتي الصباحية مستمتعا بكل حرف فيها و كأنني اتنشق الياسمين من يدي سيدة الياسمين ... وابتسمت.
ثم انطلقت بسيارتي متعهدا لها بسباق مع الريح سنفوز به معاً .. نعم الآن سأبدأ ، بعد قليل سأزيد سرعتي ،غريب امري فلا اكاد أقود بسرعة فتاة لم تتجاوز الثامنة عشرة تجلس خلف المقود للمرة الأولى ... هل انا مريض ام اتخيل؟!!!
حوار .. تطور الى جدل تعالت اصوات طرفيه ، كأنني شققت الى نصفين أيمن وأيسر
الايسر يصر على سباق الريح و الايمن متشبث بالارض و روحي بينهما تصرخ من ألم الحيرة و التمزق ، فشعور التشتت يحملها الى الهذيان او الذهان.
عشرة دقائق كانت طويلة كليلة باردة أقضيها وحيدا في وسط اللا محدود ، ليلة اوقفت طولها اشارة ضوئية عند تقاطع طرق تلوح برايتها الحمراء و تجبر الأيسر و بسلطة القانون أن اتوقف تماما.
و ذاتها الاشارة الضوئية الان تتفق مع الايسر تلوح باللون الاخضر يحاولون ارغامي على التحرك و لكن الايمن في مكانه تسمر ، بلا مبررات و لا اسباب مقنعة حتى للأيمن ذاته.
هي ثانية كل ما حولي فيها كان يتحرك ببطء شديد و كأن هناك من يتلاعب بضبط شاشة العرض في سينما حياتي.
و شاحنة متوسطة منطلقة بسرعة تفوق قدرتها على التوقف عند اشارتها الضوئية الحمراء حطمت الصورة امامي و اخترقت الجدل في ذاتي .
لو تحركت مسافة مترين فقط .. لكنت مطبا صناعيا معدنيا لهذه الشاحنة المسرعة و الله اعلم.
ارتعبت بشدة و خفت ... يا الله ... اين امي اريد ان تحتضنني و لو قليلا الان ... احتاجها.
امسكت هاتفي و جرسه يدق ينير بصورة ابي على شاشته الكبيرة فتحت بسرعة كأني افتح بابا لأُلقي بكل روحي في احضانه .. فوجدته هلعا يحاول ان يفهم ان كان هناك ما يزعجني ، تماسكت و مارست الضحكة و اخبرته انني بخير و الحمدلله.
حينها تنهد و طفق يخبرني انه وامي شعرا بالقلق علي قبيل الفجر ، ولكنهما خشيا ازعاجي بالاتصال ، فلجأ كلاهما الى الله يستودعون سلامتي عنده .. و حين شعر بأن الوقت مناسب اتصل ، وانهى اتصاله بالدعاء.
أقفلت و بكيت كرضيع فطمته أمه و به جوع لا يرويه إلا سماع نبضها... بكيت و انا اسمع الايمن يجيب الأيسر على كل اسئلته بسؤال هل علمت لماذا لم اتحرك ؟!
رحمة الله بدعاء الوالدين
كي لا أنسى وإن كنت أبدا لا أنسى
#مذكرات_لم_تكتب_بعد
جاد عبدالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق