الجمعة، 27 أكتوبر 2017

اليتيم ،،،،،،،م. بكري دباس

اليتيم
يا شارِباً ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ
تَقْسو عَلَيْكَ فَلا تَعي غاياتِها
جارَ الزَّمانُ فَقَدْ أتاكَ بِفاقَةٍ
ببَراءَةٍ حُمِّلْتَ مِنْ سَطواتِها
فَفَقَدْتَ والِدَكَ الحَنونَ بِغَفْلَةٍ
وَحَمَلْتَ حِمْلاً أَعْجَزَتْ ساداتِها
مَنْ لليَتيمِ بِفَقْدِ مَنْ كانوا لَهُ
سَنَداً مُعيناً يَتَّقي غَدراتِها
يَحْيا بِذُلٍّ كُلُّ شيءٍ ضِدَّهُ
عَجِزَ الرِّجالُ تَحَمُّلاً حاجاتِها
مَنْ مُنْصِفٌ يَرْعى نُفوساً شُرِّدَتْ
وَحوائِجُ الأطْفالِ مِنْ أقواتِها
ﺃَ فلا ﺗَﺮﻯ ﺍﻟﺮَّﺣِﻢَ ﺍلحَزينَةَ تَشْتَكي
ﻗَﺪ ﺿﺎﻗَﺖِ ﺍﻷرجاﺀُ من ﺯَﻓَﺮﺍﺗِﻬا
ماتَ الضَّميرُ بِأُمَّةٍ فَتَغافَلتْ
لُؤْماً وَماتَ الجودُ في هاماتِها
فُقِدَتْ حَياتَكَ إنْ تَثورَ لِحِفْظِها
ذو العَرْشِ غَضْبانٌ صَدى أنّاتِها
عارٌ عَليكمْ والنَّبِيُّ رَوى لَنا
عَنْ كافِلِ الأيتامِ مِنْ عَسَراتِها
وَحوائِجُ المَوتى إلى أكْفانِهِمْ
وَقُبورُهُمْ قدْ تُهْمِلونَ رُفاتِها
والواهِبونَ المالَ باتوا قِلَّةً
وأخصُّهُمْ مِنْ سادَةٍ وسُراتِها
ﻫَﻮِّﻥ ﻓَﻘَﻮﻣُﻚَ ﻳﺎ يتيمُ بغفلةٍ
إن ﺗُﺴﻖَ ﻣُﺮَّ ﺍﻟﻀَّﻴﻢِ ﻣِﻦ ﺭﺍﺣﺎﺗِﻬﺎ
أنْ تَحْمِيَ الأُخْتَ الَّتي تَبْدو لَها
كُلَّ الحَياةِ بِمَوْتِها وَحَياتِها
فاحْضُنْ فَتاةًقَدْ غَدَوْتَ مَصيرَها
تَرْنو إلى الآفاقِ مِنْ عَبَراتِها
أُنْظُرْ بِعَيْنِ الحقدِ في أزمانِ مَنْ
أَكَلَتْ بِهِ الخِرْفانُ لَحْمَ رُعاتِها

م. بكري دباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق