الأربعاء، 25 يناير 2017

( ( ( فيْ ذاتِ أُمْسِيَـةٍ ) ) ) الشاعر فارس العبيدي

#شاعربلاديوان
( ( ( فيْ ذاتِ أُمْسِيَـةٍ ) ) )
لوْ طيفُها زارنيْ، أو مـَـرَّ فيْ أفُقيْ
كنتُ احْتفيْتُ بهِ، وارتحْتُ منْ قلـَقيْ
****
لكنَّها حجَبَتْ عنـِّيْ مفاتِنَها
وزادَ منْ جَوْرِها الإغضاءُ فيْ خُلُقيْ
****
اللَّيلُ أقضيهِ فيْ سُهدٍ وفيْ كدَر ٍ
سميرَ هـمٍّ، يُطيلُ اللَّيلَ بالأرَقِ
****
وكمْ أُداريْ عنِ العذَّالِ مُضنيةً
ولوعةً، تجعلُ الإصباحَ كالغسَقِ
****
حتَّىْ أتَتْ مخدعيْ فيْ ذاتِ أمسيةٍ
واستحلفتنيْ، وحِفْظُ العهدِ مُعتَـنَـقيْ
****
قالتْ: أتيتُكَ والأشواقُ تعصفُ بيْ
كعصفِ ريحٍ بأكوامٍ منَ الورَقِ
****
تساقطتْ فيْ خريفِ العمرِ منْ فنَنٍ
فبعثرَتْها، بلا رِفقٍ، علىْ الطُّرُقِ
****
وما قصدْتُكَ إلاّ بعدَ أنْ ضربَتْ
سهامُ ودِّكَ، منِّي،ْ كلَّ مُفترَقِ
****
فارفِقْ بصاديةٍ أخفَتْ صبابتَها
حتَّىْ تعسَّرَ نبضُ الماردِ الخَفِقِ
****
واسْتنفدَتْ صبرَها فيْ كتْمِ ما صبرَتْ،
عليهِ، منْ بعضِ ودٍّ، إنْ لديكَ بَقِيْ
****
ولا تُجاهِرْ بهذا البَوْحِ، فيْ ملإٍ
فإنَّ جهرَكَ لنْ يُبقيْ على رمَقِيْ
****
وعفَّتيْ، رهْنُ حرفٍ أنتَ تُطْلِقُهُ،
كالثـَّوبِ يَدْنَسُ، فيْ نَزْرٍ منَ العلـَقِ
****
نَزْر : قليل
العَلـَق : الطـَّيْن
****
نُظمت الأبياتُ على بحر البسيط كاملا والوزن :
مستفعلُنْ فاعلُنْ مستفعلُنْ فَعِلُنْ ** مستفعلُنْ فاعلُنْ مستفعلُنْ فَعِلُنْ
****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق