الخميس، 26 يناير 2017

صَوتْ الضمير بقلم .شحات خلف الله عثمان كاتب ومُحام

صَوتْ الضمير
بقلم .شحات خلف الله عثمان كاتب ومُحام
بـِغضْ النظر عن الإتفاق أو الأختلاف فى الرؤى حول الوقائع والأحداث يبقي دوما صوت الضمير يصرخ فى الأعماق ويـُزلزلْ الجبال ويُـحرك البراكين الخامدة لتخرج منها الحمم والشظايا المتطايرة .
صوت الضمير تراه فقط لدى بعض الفئات والأنماط البشرية التى تستطيع إستقراء الواقع والنظر بشمولية لما يدور حولها مع الترفع عن الأهواء الشخصية والتعالى على النزعات والرغبات الخاصه .
صوت الضمير ليس مجرد مصطلح تردده الألسن على الشفاه بل هو صوت كامن فى النفس البشرية يطول الزمن أو يقصر سيبقى سلاحا حادا فى مواجهة ظاهرة إنعدام الضمير التى سيطرت على الغالبية العظمى.
حِـكمة الله فى الكون دوماً عدم الإجتماع على أمر من الأمور وخصوصا الضلاله والباطل ، والأختلاف يظهر باليقين أننا ما زلنا فى حاله من حالات التخبط وأننا لا نرى طريق الصواب فنكون من السالكين ولا نرى طريق الخطأ بوضوح فَـنبتعد ونسلُّك طريقاً أخر .
هُناك حالات ومعايير للضمير الحى مشابهة للقلب السليم الذى يتم الرجوع له عند أختلاف أراء الفقهاء وتعدد الفتاوى فى واقعة معينة أو أمر من الأمور وهو الذى يتم الرجوع اليه حسب القول الشهير [ إستفت قلبك وأن أفتاك الناس وأفتوك ] .
وهنا يكون القول أستفت ضميرك وأستعمل عقلك قبل التعصب الى رآى معين أو أتخاذ حكم معين فى أمر معين ، فإن وجدت الصوت الكامن بداخلك يصرخ بإمر معين فتيقن بإنك على صواب وأنك تسير على الدرب السليم .
ولكن قبل الإستماع الى هذا الصوت عليك بالتدبر فى كل الأمور المحيطه بهذا الأمر وتطبيق الصوت مع أعمال العقل سيكون طوق النجاه من طوفان التخبط البشرى .
وسيبقى السؤال من الرابح ومن الخاسر وماذا حدث وما هى الحال التى وصلنا اليها وما هى أفكارنا لتجاوز مراحلنا وهل انا على صواب ولماذا يسيطر على تفكيرى أن الأخر على خطأ وأنا فقط على صواب ؟ وغيرها الكثير من الأسئلة أعواد الثقاب التى تُشعل صوت الضمير وستبقى الحياة أجمل وتعود أهازيج الأغانى وأسراب الطيور وزقزقة العصافير لتملأ الكون جمالاً من جديد بعد أن أصاب الحواس الصمم وأكتست التعاملات بالزيف والبهتان وموت الضمير كما يدعى الكثيرين .
وجهة نظرى دوماً أن الضمير لا يموت أبداً بل يعانى من أزمة والصوت الداخلى يؤكد وجهة النظر فالضمير له صوت أشبة ما يكون بصوت الرعد. وعند سماع هذا الصوت تيقن أن الغيث على الأبواب وستمطر السماء قطرات الرحمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق