طيف من الجنة..
لا يمكنني أن أنسى أبدا رنة جوالي حين جاءني صوتها العذب مغرداً وقائلا : أرشديني إلی منزلك فسأكون عندك بعد نصف ساعة لارتشاف فنجان قهوة .....
وبدأ العرس في داخلي ...فاحتشدت مشاعر الشوق اللامحدود ..وانطلقت زغاريد الفرح احتفاء بقدوم صديقة العمر تلك السيدة الرائعة المثقفة ذات النفس الطيبة الخالية من كدر التعقيد ..
لم أسعد بقدومها لأنها صديقتي فحسب .. بل لأنها ستأتي محمّلةً برائحة أهلي ووطني ..وستوقظ تلك البقعة الجميلة من ذاكرتي الراقدة في أعماقي والتي كنت قد حقنتها بجرعة لا يستهان بها من الشوق والحنين ...
فبحضورها سوف تصطحب معها أعواماً من الفرح الذي ولّی في زحمة الشتات وفراق الاحباب ...
شعرت برغبة في تقبيل الهواء والأشياء غبطةً وابتهاجا ...بتّ أتوسل الوقت أن يتسمّر ويكفّ عن المضي ورجوت عقارب ساعتي أن تكفّ عن الدوران ...إذ كيف لفترة احتساء فنجان واحد من القهوة أن تغطي كل ما لدي من شوق وكلام ونبش للذكريات ..... كنت أرقب نهاية الطريق بلهفة .. وأنا أطقطق مفاصل أصابع اليدين مثل طالبٍ ينتظر ظهور نتائج الامتحانات ...
وأخيراً أتت صديقتي ....
لم أكد أصدق أنني في حضرتها من جديد ..
لم أشأ التوقف عن عناقها المصبوغ بصبغة الشوق...
تركنا العنان لدموعنا لتمتزج وتعلن التوحد العظيم ...
أجلستها بجواري لتشبع عيناي من ملاحظة وجهها وهو يسرد حكايا الأهل والأصدقاء ...
لم أكن أستمع لأجاباتها عن أسئلتي السريعة المنهمرة كانهمار المطر بعد طول انحباس ...
كنت فقط في صراع مع الوقت لأقهره بأوسع تغطية لحدث استثنائي مدته أقل من ساعة ...
كانت عيناي تسترق النظر لفنجان قهوتها الذي اعتبرته مقياسا زمنيا تقاس به مستويات الفرح صعودا وهبوطا .. حيث ستنتهي فرحة لقائي بها بانتهائه .....
ثم ما هي إلا دقائق قليلة حتى حُسم الأمر ورأيت نفسي من جديد أضع يدي في يدها وأعانقها مودعة وقلبي ينطق من الأعماق : ليتك لم تأتي وتوقدي نيران شوقي ثم تتركينني وسط نار متخبطة أبحث عن كسرة إخماد ....
واختفت سيارتها السوداء في بطن الظلام مقتطعة جزءا من قلبٍ أصرّ أن يرافقها في رحلتها كرفيق سفر استثنائي...
صباح الشوق..
لا يمكنني أن أنسى أبدا رنة جوالي حين جاءني صوتها العذب مغرداً وقائلا : أرشديني إلی منزلك فسأكون عندك بعد نصف ساعة لارتشاف فنجان قهوة .....
وبدأ العرس في داخلي ...فاحتشدت مشاعر الشوق اللامحدود ..وانطلقت زغاريد الفرح احتفاء بقدوم صديقة العمر تلك السيدة الرائعة المثقفة ذات النفس الطيبة الخالية من كدر التعقيد ..
لم أسعد بقدومها لأنها صديقتي فحسب .. بل لأنها ستأتي محمّلةً برائحة أهلي ووطني ..وستوقظ تلك البقعة الجميلة من ذاكرتي الراقدة في أعماقي والتي كنت قد حقنتها بجرعة لا يستهان بها من الشوق والحنين ...
فبحضورها سوف تصطحب معها أعواماً من الفرح الذي ولّی في زحمة الشتات وفراق الاحباب ...
شعرت برغبة في تقبيل الهواء والأشياء غبطةً وابتهاجا ...بتّ أتوسل الوقت أن يتسمّر ويكفّ عن المضي ورجوت عقارب ساعتي أن تكفّ عن الدوران ...إذ كيف لفترة احتساء فنجان واحد من القهوة أن تغطي كل ما لدي من شوق وكلام ونبش للذكريات ..... كنت أرقب نهاية الطريق بلهفة .. وأنا أطقطق مفاصل أصابع اليدين مثل طالبٍ ينتظر ظهور نتائج الامتحانات ...
وأخيراً أتت صديقتي ....
لم أكد أصدق أنني في حضرتها من جديد ..
لم أشأ التوقف عن عناقها المصبوغ بصبغة الشوق...
تركنا العنان لدموعنا لتمتزج وتعلن التوحد العظيم ...
أجلستها بجواري لتشبع عيناي من ملاحظة وجهها وهو يسرد حكايا الأهل والأصدقاء ...
لم أكن أستمع لأجاباتها عن أسئلتي السريعة المنهمرة كانهمار المطر بعد طول انحباس ...
كنت فقط في صراع مع الوقت لأقهره بأوسع تغطية لحدث استثنائي مدته أقل من ساعة ...
كانت عيناي تسترق النظر لفنجان قهوتها الذي اعتبرته مقياسا زمنيا تقاس به مستويات الفرح صعودا وهبوطا .. حيث ستنتهي فرحة لقائي بها بانتهائه .....
ثم ما هي إلا دقائق قليلة حتى حُسم الأمر ورأيت نفسي من جديد أضع يدي في يدها وأعانقها مودعة وقلبي ينطق من الأعماق : ليتك لم تأتي وتوقدي نيران شوقي ثم تتركينني وسط نار متخبطة أبحث عن كسرة إخماد ....
واختفت سيارتها السوداء في بطن الظلام مقتطعة جزءا من قلبٍ أصرّ أن يرافقها في رحلتها كرفيق سفر استثنائي...
صباح الشوق..
فادية حسون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق