صراخ الثمار،،، ‏قاسم وداي الربيعي

صراخ الثمار
__________
نيسان قادم يرتدي ثوب الأرض
يخرجُ الورد بين إسفَلت الضحايا والخراب
يشق عناد الصَخر ويعلن الحياة في الحقولِ
حينّ يتنفس رئة العشب تبتسم أقبية الموت
يرحلُ الفرح مع كل فراشة
بعض الجذور تُسابق الماء وتتسلق الرَغبات
هم يحملون باقات الفرح لضفةٍ تترقب قدومهم
ترى متى يكون مركب الجميع حب الأرض والوفاء
الشجر الميت في منحدراتِ الحياة
يصرخ ، ويورق رغم الحز والحريق
هذا النهر يغيث الأرض
يحمل للضفافِ اليابسة بريد الموجات
أيُها الحطاب أرثك المواقد والهَشيم
لا تدنو كثيرا من مملكةِ الورق المُتساقط
فثمة عصفور يبني بين الأغصان بيتا للولادة
رحل الشتاء ودفء الأرض سيمنح الريح
أشرعة بلون الريش العالق في الأعشاشِ
نيسان يرسمُ وشم أخضر على مسافاتِ الرمل
يلقي برائحةِ الفجر ساعة عناق الجذر
لا تقوضوا بقبحكم المُزمن شتلاته
لا تسحقوا بأحذيتكم مناديل الزَهر
ضجتكم القبيحة هذه ترهق العَصافير
العصافير المُجتمعة حول القش
بين الجدران لها بيوت لا تعرف غير البيض المنقوش
على نافذةِ الرذاذ لحن يرافق الأجنحة
هذا الصوت المتعالي من حناجرِ البغض
يحسبُها السفهاء غناء شلال ورقصة فُستان
امنحوا نيسان رحلة بلا مَناجل
البيادر وأن تسد جوعنا
لكن صراخ الثمر يتعالى كل يوم
الثمار في نيسان شهيد أخر صراخه يسمعهُ الجميع