الأربعاء، 30 مايو 2018

تداعيات الوجود،،،سمية العبدو

تداعيات الوجود
كثيرة هي تلك الرمزيات التي تخاطب دواخل أعماقنا تفجأنا
بغتة لتقلب كياننا فرب شارع تمر به بباص مسرع وقد ازدحم بالناس فلا تلبث جوارحك لتستكين عنده فتشعر بأنك ذاك المخلوق الوحيد الذي يمر به كل شيئ به يحتويك حفيف الأشجار حركة الهواء صفير السيارات إشارات المرور تومض لك بذكرى تلهف لها عواطفك بالتخيل بشخص ما ربما كان له الأثر الكبير بنفسك
لتجده أمام عيناك بذاك الموقف الوجداني الذي قلب كيانك وحياتك ليحولك إلى شخص مغاير عما سبق من عمرك
كيف لا والربيع أتى مقبلا وأنت في صلب الشتاء
تشعر بالدفء والسكينة والبرد قارص يلفح وجنتيك
فما أروع تلك النفس الإنسانية التي تبحث دائما عن التجدد والتغيير للأفضل حتى ولو كانت تمر بأقسى مراحل حياتها
رمزية الوجود تدفعنا دائما إلى قلب أعماقنا إلى ذاك العهد المضيء الذي عشناه يوما ما في كنف وطن حنون ليطويه الزمن في قعر أعماقنا تنتشله تقلبات مزاجنا بين الحين والأخر وكأنه دعوة لنا كي لا نيأس لنعيد لحظاته بكل حب ووجدانية فنشعر وكأن هذه المرحلة من العمر قد مرت أمام
أعيننا بغفلة عين
لا نستيقظ منها إلا على صوت سائق الباص
ها نحن قد وصلنا إلى أخر محطة لكم
فهلموا بالنزول

سمية العبدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق