دقّةُ التّعبيرِ القرآني في اسْتخدامِ الألفاظ (أدبُ المخاطَبة)
قالَ تعالى حكايةً عن يوسف عليهِ السّلام حينَ جاءَ أبوه وأخوتُهُ وعائلاتُهم من فلسطين الى مصر بعدَ ذاك الفراقِ الطّويلِ مخاطباً إيّاهم (وقالَ يا أبتِ هذا تأويلُ رءيايَ من قبلُ قد جعلَها ربّي حقّاً وقد أحسَنَ بي إذْ أخرجَني منَ السّجنِ وجاءَ بكم منَ البَدْوِ من بعدِ أنْ نَزَغَ الشّيطانُ بيني وبينَ إخوتي إنّ ربّي لطيفٌ لما يَشاءُ إنّهُ هوَ العليمُ الحكيم) يوسف 100.
نلاحظُ في الآيةِ الكريمةِ أنّ يوسفَ عليهِ السّلام أخذَ يُعَدّدُ أمامَ أبيهِ وإخوتهِ نِعَمَ اللهِ عليهِ ابْتِداءاً مِنَ الرءيا الّتي رآها الى خروجِه مِنَ السّجنِ ولكنّهُ لمْ يَذْكرْ إنقاذَ اللهِ إيّاهُ مِنَ البئرِ الّتي ألقاهُ فيها إخوتُهُ وهوَ لا شكَّ نِعمةٌ عظيمةٌ فما السّرُّ في ذلك؟؟
والجوابُ عن ذلكَ أنّ يوسفَ عليهِ السّلامُ لم يذكرْ ذلكَ لأنّ إخوتَهُ كانوا حاضرينَ فكانَ ذِكْرُ ذلك يُخْجِلُهم ويُحرجُهم أمامَ الملأ فكانَ هذا مِنْ بابِ أدبِ المخاطبةِ وهوَ عدمُ ذِكْرِ الذّنْبِ بعدَ الصّفْحِ والغُفرانِ كما قالَ الشّاعرُ : فَذِكْرُكَ للجَفا حالَ الوَفا جَفاءُ.
فانظرْ الى هذا المقامِ الرّفيعِ مِنْ أدبِ المخاطبة الّذي علّمَهُ الله يوسفَ عليهِ وعلى نبيّنا الصّلاةُ والسّلامُ وقلْ سبحانَ الّذي وَسِعَ كلَّ شيءٍ عِلْما
المهندس خليل الدّولة
2017/5/24
قالَ تعالى حكايةً عن يوسف عليهِ السّلام حينَ جاءَ أبوه وأخوتُهُ وعائلاتُهم من فلسطين الى مصر بعدَ ذاك الفراقِ الطّويلِ مخاطباً إيّاهم (وقالَ يا أبتِ هذا تأويلُ رءيايَ من قبلُ قد جعلَها ربّي حقّاً وقد أحسَنَ بي إذْ أخرجَني منَ السّجنِ وجاءَ بكم منَ البَدْوِ من بعدِ أنْ نَزَغَ الشّيطانُ بيني وبينَ إخوتي إنّ ربّي لطيفٌ لما يَشاءُ إنّهُ هوَ العليمُ الحكيم) يوسف 100.
نلاحظُ في الآيةِ الكريمةِ أنّ يوسفَ عليهِ السّلام أخذَ يُعَدّدُ أمامَ أبيهِ وإخوتهِ نِعَمَ اللهِ عليهِ ابْتِداءاً مِنَ الرءيا الّتي رآها الى خروجِه مِنَ السّجنِ ولكنّهُ لمْ يَذْكرْ إنقاذَ اللهِ إيّاهُ مِنَ البئرِ الّتي ألقاهُ فيها إخوتُهُ وهوَ لا شكَّ نِعمةٌ عظيمةٌ فما السّرُّ في ذلك؟؟
والجوابُ عن ذلكَ أنّ يوسفَ عليهِ السّلامُ لم يذكرْ ذلكَ لأنّ إخوتَهُ كانوا حاضرينَ فكانَ ذِكْرُ ذلك يُخْجِلُهم ويُحرجُهم أمامَ الملأ فكانَ هذا مِنْ بابِ أدبِ المخاطبةِ وهوَ عدمُ ذِكْرِ الذّنْبِ بعدَ الصّفْحِ والغُفرانِ كما قالَ الشّاعرُ : فَذِكْرُكَ للجَفا حالَ الوَفا جَفاءُ.
فانظرْ الى هذا المقامِ الرّفيعِ مِنْ أدبِ المخاطبة الّذي علّمَهُ الله يوسفَ عليهِ وعلى نبيّنا الصّلاةُ والسّلامُ وقلْ سبحانَ الّذي وَسِعَ كلَّ شيءٍ عِلْما
المهندس خليل الدّولة
2017/5/24
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق