الثلاثاء، 30 مايو 2017

دقّةُ التّعبيرِ القرآني في اسْتخدامِ الألفاظ:المهندس خليل الدّولة

دقّةُ التّعبيرِ القرآني في اسْتخدامِ الألفاظ:
قالَ تعالى (إذ قالَ يوسفُ لأبيهِ يا أبتِ إنّي رأيتُ أحدَ عشرَ كوكباً والشّمسَ والقمرَ رأيتُهم لي ساجدين) يوسف 4.
وقالَ تعالى (ودخَلَ معهُ السّجنَ فتيانِ قالَ أحدُهما إنّي أراني أعصرُ خمراً وقالَ الآخرُ إنّي أراني أحملُ فوقَ رأسي خُبزاً تأكلُ الطّيرُ منه نبّئنا بتأويلِهِ إنّا نراكَ منَ المحسنين) يوسف 36.
وقالَ تعالى (وقالَ المَلِكُ إنّي أرى سبعَ بقراتٍ سِمانٍ يأكلُهُنّ سبعٌ عجافٌ وسبعَ سنبلاتٍ خضرٍ وأخَرُ يابساتٍ يا أيّها الملأُ أفتوني في رُءيايَ إنْ كنتم للرءيا تَعْبُرون) يوسف 43.
في الآياتِ الكريمةِ أعلاهُ نرى هناكَ أربعَ رؤىً : رؤيا رآها النبيُّ يوسفُ عليهِ السّلامُ وقصّها لأبيهِ ورؤيا رآها ساقي الملكِ ورؤيا رآها خبّازُ الملكِ وقصّاهما ليوسفَ عليهِ السّلامُ في السّجنِ ورؤيا رآها الملكُ نفْسُهُ وطَلَبَ منَ الملَإ حولَهُ تعبيرَها غيرَ أنّنا نلاحظُ أنَّ رؤيا يوسفَ قد حكاها لأبيهِ بصيغةِ الفعلِ الماضي (رأيتُ) ورؤيا ساقي الملكِ وخبّازِهِ والملكِ نفْسِهِ جاءتْ بصيغةِ الفعلِ الحاضرِ (المضارع) (أراني ، أراني ، أرى) على التّرتيبِ فما السّرُّ في ذلك؟؟
والجوابُ عن ذلكَ أنّ يوسفَ عليهِ السّلامُ رأى رؤياهُ مرّةً واحدةً فقط وأمّا السّاقي والخبّازُ والملكُ فإنَّ رؤاهم قد تكرّرَتْ عندَهم مرّةً بعدَ مرّة فأهَمّهم أمرُها جدّاً فَطَلبوا تعبيرَها لأنّ الرؤيا المتكرّرةَ لها دلالاتٌ خاصّة واللهُ أعلم. فسبحانَ الّذي وسِعَ كلَّ شيءٍ عِلْما .
المهندس خليل الدّولة

2017/5/30

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق