الجمعة، 26 مايو 2017

الشاعر / يوسف الدلفي غُربة

الشاعر / يوسف الدلفي
غُربة
مَنْ باتَ لِلبدرِ يصبو نورَهُ شَغفا ؟
إلّا غـريـباً كَسيراً قـد ثـوى دَنـفا

يـبكي دياراً نأتْ بالذكرياتِ جَوَىً
في رسمِها الدّمعُ وابلاً بالنوى نزفا

فـلا تَـلُمْ عـاشـقاً في غُـربةٍ هَـمَلاً
والعشقُ للدارِ دِيْنٌ قد سَمَا صحُفا

وحـيٌ مِـن اللهِ في تـرتـيلها أمَـلٌ
تـرنـيمةٌ فـي صـداها تَنكرُ الزِّيفَا

فيا غـريباً طـوى الأوطانَ في ألَمٍ
قد هَمَّ في جذرِها نزْعاً وما قَطَفا

للهِ صَـبٌّ عـلى صـبرٍ إلـى جَـلَـدٍ
والرّوحُ في صبرٍ لَتسمو عِلَّةً شرفا

ما الـدّارُ في شرعِ الـغريبِ سوى
صَدرٍ على صدرِ محبوبٍ عَساهُ غفا

نَـعَمْ هو الـعشقُ طُـهراً تـراهْ ضَنَىً
سِـرٌّ بِـغيرِ الـنّوى لَمْ يُـفشِ مُـعترِفا

نادى المنى عَلَّ آذاناً ليستْ صَمَمَاً
كي يُسمعَ الدّهرَ لحناً مِنْ وفىً شنفا

قـد بـاتَ فـي مُـدلهمـاتٍ بِـحـيرتِـهِ
يمضي إلى بحرِ هَمٍ يقذفُ الصّدفا

قـد رَشَّـفَ الماءَ مــنْ أمـواهِ لَـوعَتِهِ
حتّى غدا الماءُ دمعاً يبكي له ذرفا

ضَجَّتْ بحارٌ مِن الأشواقِ تَلطمُهُ
فَـقامَ نـدباً علـيها صـارِخاً أَسفا

وا حَـرَّ قـلـبي ومـا لُـقيا يُـبَـرِّدُهُ
إلّا خــيـالاً كَـذوبــاً آفـلاً سَـلـفا

طُوبى فؤادٌ نما في خَافِقيهِ هوىً
والنّبضُ في صدرِ محبوبٍ إذا ردفا

الـظّاعِنُ الـدّارَ في لَـوعاتِهِ حِـمَمٌ
لا تخمدُ النّارَ أطلالٌ محتْ غرفا

قـام الـنّوى لم يـكنْ بُـدٌّ مُصانعةً
لـكنّما الـنّأيُ طَـاغٍ لـو ثوى وقفا

الـفَـقْـدُ يُـتْمٌ بِـحربِ الـنّأيِ ذا أَجَلٌ
والـخُـلدُ بـالملتقى حَـتماً بـقى تـرفا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق