الأحد، 28 مايو 2017

دقّةُ التّعبيرِ القرآني في اسْتخدامِ الألفاظ:المهندس خليل الدّولة

دقّةُ التّعبيرِ القرآني في اسْتخدامِ الألفاظ:
قالَ اللهُ تعالى (ومنْ يُؤْمِنْ باللهِ ويعملْ صالحاً يُكَفّرْ عنهُ سيّئاتِهِ ويُدْخِلْهُ جنّاتٍ تجري من تحتِها الأنهارُ خالدينَ فيها أبداً ذلكَ الفوزُ العظيمُ) التّغابن 9.
وقالَ تعالى (ومَنْ يُؤمِنْ باللهِ ويَعملْ صالحاً يُدْخلْهُ جنّاتٍ تجري من تحتِها الأنهارُ خالدينَ فيها أبداً قد أحسَنَ اللهُ لهُ رِزْقاً) الطّلاق 11.
في الآيتينِ الكريمتينِ أعلاه نجدُ أنّ اللهَ سبحانَهُ وَعَدَ الّذين آمنوا وعَملوا الصّالحاتِ بتَكفيرِ السّيّئاتِ ودخولِ الجّنّاتِ والخُلودِ فيها معَ الرّزقِ الكريم ولكنّنا نلاحظُ أنّ أسلوبَ الخطابِ جاءَ بصيغةِ الإفرادِ في الآيتينِ الكريمتينِ (يؤمن ، يعمل ، عنهُ (هاء المُفرد) ، سيّئاته (هاء المفرد) ، يدخله(هاء المفرد) ، له(هاء المفرد) ) عدا قولِهِ تعالى (خالدينَ فيها أبداً) في الآيتينِ جاءَ بصيغةِ الجَمْعِ فما السّرُّ في ذلك؟؟
والجوابُ عن ذلكَ أنَّ المؤمنَ لا يكونُ وحدَهُ في الجنّاتِ بل معَ كافّةِ المؤمنينَ الّذينَ يدخلونَ الجنّاتِ مِنْ لَدُنْ آدم الى آخِرِ مؤمنٍ في الدّنيا ، ولو قالَ سبحانَهُ (خالداً فيها أبداً) لذَهَبَ الظّنُّ إلى أنَّ كلَّ مؤمنٍ يكونُ وحدَهُ في جنّة وليسَ هذا مِنْ تمامِ النّعمةِ فتمامُ النّعمةِ هو في اجتماعِ المؤمنينَ في الجنّات واللهُ أعلم. فسبحانَ الّذي وسِعَ كلَّ شيءٍ عِلْما .
المهندس خليل الدّولة

2017/5/28

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق