الأربعاء، 1 مارس 2017

القتارة التي..بقلم أحمد بوحويطا أبو فيروز

القتارة التي...
قامة هيفاء ،جمال صقلته بعناية شديدة على امتداد سنوات ،بل كان على حساب أشياء أخرى حكمت عليها ظلما أو لنقل إلتباسا ، شرّعت جميع نوافذها بسخاء وسذاجة البتولات ،لم تترك نجمة إلا و وجدت لها دورا في مسرح خيالها ،الجمال مرادف للخلق ،كانت مملوءة عن آخرها بذلك الآخر الذي ستمنحه كل جينات أنوثتها ،وهي مشغولة في رسم ذلك الآخر ،ومن غير سابق إندار ، شاب لاشيء يجعله مختلفا ،لكنه ربما تقاطعت صورته مع إحدى التي في مخيلتها ، أو لنقل في مرسمها المملوء عن آخره تقريبا ... نظرة فابتسامة فموعد فلقاء ... و بدأت الرحلة ... لقد وهبته كل ما تملك من حب وبدون أي تحفظ ،لقد أصبح كل شيء في حياتها ، وهو لم يكن يحلم بصيد ثمين جمالا وخلقا، لذلك لم يبخل عليها ... ودارت الأيام وهما في أوج سعادتهما ، فكرت في أن تباغته بهدية تزيده تعلقا بها، فاهتدت الى بطاقة هويته... لم يسبق له ان احتفل بعيد ميلاده و لم يكن يحلم أن يتوصل بهدية في يوم ما ،إحتالت عليه.... عرفت أنه يتمنى أن تكون له قتارة ، إقتنت قتارة من النوع الجيد، إستدرجته، قالت هاهي قتارتك ،تلعثم قليلا ،ثم قبلها قبلة طويلة حتى كاد يلتهم شفتيها و هو لا يصدق ما يرى ... بدأت تلاحظ برودة في الإهتمام بها، أسئلة كثيرة بدأت تنغص عليها فرحتها و التي ظنت أنها أبدية، همه الوحيد هو مداعبة القتارة ، بل كان يغازلها في حضورها، لقد أخذت مكانها، بل أصبحت تغار منها ، لم تستطع تحمل ذلك السلوك ، تألمت كثيرا، لكنها فكرت أن تنتقم لنفسها منها ، ذات يوم في حضورها، و هو في أوج فرحته ، أخبرها أنه غيّر بعض أوتارها وأنه سيؤلف معزوفة، إحتقنت خدودها غضبا ، أخذت القتارة منه بطريقة عنيفة جدا، و بدأت تضرب بها الأرض إلى أن أصبحت قطعا ، و هو في أوج الذهول أغمي عليه ، أخذته بين ذراعيها لكي لايسقط على الأرض . هدأ غضبها ، لكن ويدها على صدره لاحظت أن قلبه قد توقف عن النبض ، لم تستطع أن تتحمل ذلك ، بدأت تفقد السيطرة على أعضائها ، ثم تهاوت هي كذلك بعد أن توقف قلبها ....

أحمد بوحويطا أبو فيروز
% المغارب %

قراءة للصديقة Fati Mim وكأننا أمام قصة روميو وجولييت، بخلطة أخرى، فيروزية النكهة...
هو الحب هكذا، عندما يصل حب التملك، بقصة الحب إلى النهاية، تنهار كل أسواره...
المحبوب كائن حر، يحتاج إلى متنفَّس، خارج دائرة العلاقة، ليكون أسعد...
سلام لحرفك، ولحسك الذي يختبره على الدوام...
تحياتي وعظيم التقديرأستاذنا أبو فيروز...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق