الأربعاء، 29 مارس 2017

البيان والتبيين،،، أحمد بو قرّاعة: تونس

البيان والتبيين
*********
سواء عليّ 
على قمّة القطب ألقى الرّياح
أم السّير كان بوهد سحيق
و فجّ سراح
فذيّاك ظلم 
وهذا ظلام بعيد الصّباح 
و لستُ أبالي 
أغيمٌ هناك ثقيل البراح
أم الصّبحُ آتٍ بماء قراح
فما ضرّني 
و ما ضرّ لو زلزل الرّعدُ قمَّ الجبال
و ما ضرّ لو ما يجيء المطر
فسيّان عندي أجاء ابن آوى
ظلاما لبيتي
أو الدقّ كان بكفّ عمر
و سيّان عندي أَقَاضَ الشّتاء
و لا عجب إن جارَ صيْفًا بداري صقيعٌ و قرّ
و ما أزعجتني أطالت حياتي
أم الموت بعد ثوان قصر
فما أرهقتني تكاليف عمرِ 
و ما أرهفتْ أُذْنُ حسَّ السّماع
أنامت بيوتٌُ على شرع بابٍ 
أم الظهر للباب نام البشر
فلو أنّ لصًّا جهولا أتاني لأبْكَتْهُ حالي 
و صار شقيًّا بنبل الخلالِ 
فهل غير قوتٍ رخيص؟
و ما المنتظر ؟
و ثوبٍ كوجهِ اليتيم فتارا يُسَرُّ 
بوجه كريمٍ حِذَاءَ المصلَّى 
و طوْرًا من الردِّ قلبًا يُصَرّ
و ما ساءني قيلُ بعض الورى 
تُرَى كيفَ يمشي 
بخَصْمَينِ أمشي
فوجهٌ إلى بكَّ يرجو المطرْ 
و رجلٌ إلى الغربِ تبغِي السَّفَرْ 
و بعضٌ يقولُ دَعِيُّ خِلالٍ 
و ما فيه غيرُ الهوى و الضّلال
و يتلو الرّجال على مسمعي
لقد كان "حلّاج"مثلي
من الله قربا و خيط خيال 
و أمّا النّساء
فينعتن إبليس خيرا و أطرا 
وَ يُلْقينَ إسمي لقول علَيّ 
بقبحِ المقال 
و ما قلتُ غيرَ نبيل المقال 
لقد كانَ ابليس شيخًا تقيًّا 
فلمّا خلقنَ أزال العباء
و صار شقيًّا
و صار عدوًّا لمن فيهِ فيهنَّ نكر الخصال 
فمن شاء صلحًا 
مع الشّيخ أو شاء ترك الخصام 
به قد يكون حفيًّا رضيّا
تلا في الكلام متى كبّرَ النّاسُ خلف الإمام 
"و إنّا نقول تحلّ الإمامة 
لزرّيعة الخصب هذي العلامة 
و ما كلّ أنثى تنال الكرامة 
و لكنّ أنثى كريح السّخامى 
و حِلٌّ حلالٌ لكلّ الرّجال ..."
و ترجو الصّلاة بقرب نفوس 
ضعاف لطاف و فيهم كرام 
و أنّى...؟مُصَلّاهُ قربي يريد الإمام 
و لولا غريبا على النّاس ذاك 
رأيت إمامين قدّام ناس 
ترى كلّما أمَّ ناسًا حفيظٌ لآيِ
فصيح البيان
يُقَلِّبُ طَرْفًا
كأنّ على جبْهَتِي ريش طير الجنان 
إذا خلَّط السَّهوُ بعض الكلام 
أكونُ لِجَامًا لعَثْرِ اللّسَان
و إن فرّشَ اللّيلُ بعضَ رداه
ينادي الضَّياعى لدرْبِ المتاه
و لمَّ إلى حُضنِهِ كُلَّ ناسِي
رأيتَ الضّياعى إليّ حجيجا
كأنّ على جبهتي رسم كأس 
و ما ضرَّنِي......
فما خيرُ منأن أكون بكمِّ الزُّهور
رحيقًا يُسَقَّى بطلٍّ مثير
أو الرّاَحُ في راحتَيَّ
فَرَاحٌ تُنَالُ و أخرى تَسِير
إلى إخوةٍ ليسَ فيهُم أمير
و ما فيهمُ إبنُ مَالٍ كثير
رديء الكلام ثقيلُ اللّسَان 
يَعَافُ الحديثَ بأمِّ الكتاب
و ليسَ يُسَرُّ بخَلْقِ الثِّياب
و ما هم رُضَاةٌ و إن جاء يرجُو 
جِوَارًا وَزِيرٌ وَ زِيرُ
و إن دقَّ بَابٌ رئيسُ القُضَاة
تَرَجَّى جلوسًا لخير الأنام 
لحفظ نعوتٍ و حفظِ آداب
فَأهــــــــــــــــــلاً. و لـــــــكــــــــــــــن
شَرِبْنَا من الأمسِ بعضا 
و بعضًا تركْنَا ليومٍ قريب
فيحتالُ وعدًا لذاكَ القريب
و نحتالُ حِلْمًا بصمْتٍ غريب
و يسَّابقُون خِفَافًا ظِرَافًا 
عَلَى نقْرِ كَفٍّ نظيفٍ نضُوب
يحَيُّونَ عيْنًا
ترَى في الرُّقَادِ عُيُوبَ العُيوب 
لألطَاف ناسٍ و أصحابِ راس
و ما فيهمُ غير اكلِ الكتاب
و ما همُّهُم أَمُّ خَلْقٍ كَثير 
وإن كان فيهم عصيُّ الزِّمام 
لمن شاء غدرًا 
و من ساء ظنًّا بهذي البلاد
و ما همُّهُم جمعُ مال كثير
فلو أنَّ بحرينَ ..صُبَّتْ بكاس
بمن فيها أعاريبَ كانوا
و دوحة ..ذات النُّفُوذ و باس 
اُصيبتْ بِدوخة ..و أوجاع راس
و أربى براسِ ..الكويت الكبير
نعاس
فتكريتُ مدَّ خيالًا يَسُوس
و من مسْقَطَ ..يسْقُطُ حجْرُ كفِّ 
يُصيبُ الرِّياضَ على أمِّ راس
و صارتْ ..دبي..على النيل قصرا
و مصرَ تصيرُ كلقمةِ عدسٍ 
و جاؤوا جميعا يجرُّون ذيلًا 
بكتْبٍ صريحٍ وثيق الكلام 
و فيهِ خواتيمُ لاهايَ حقًّا 
معاذيرُ شتّى على كم فَعال 
و صاروا إلينا 
و ما في الجُيُوبِ سوى بعض فلس
و عَزَّتْ خمور على كلِّ كاس 
جَمَعْنَا الفُلُوسَ لأَرْنَقِ خمرٍ 
رَشَفْنَا. وَ أغْنَى. و بتْنَا 
نُرَجِّي...صلاةً لفـــــجر
 أحمد بو قرّاعة: تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق