الاثنين، 27 مارس 2017

شعر: أحمد بو قرّاعة-تونس ،،الشّاب المُرْضعُ

شعر: أحمد بو قرّاعة-تونس
الشّاب المُرْضعُ
**************
لقيته ليتني ما كنتُ ألقاهُ
يمشي وقد أثقل الإملاق ممشاهُ
يا اُخيّا يحمِلُ الأوزارَ عنِّي
قد تعِبْتُ و شقِيتُ
يا أُخَيَّ قد عَيِيتُ ما طَريقِي؟
لو عصرتُ حَنْظَلًا طابَ و نام
كان أشقَى منهُ ريقِي
ليت أنّي قد نَزلْتُ كالحصاة
عَظمَةً من جوفِ أُمِّي و نُسِيتُ
هلْ بمثلي يعمُرُ الكونُ المقيتُ
ساءَ نسلًا يرفَعُ العمدانَ صرحًا
و عراءً قد يَبِيتُ
ما أراهُ غيرَ بيتٍ قد بَنَاه
ثُمَّ يمْضِي العمْرَ فيه
ضيِّقَ الرّكنِ و فيه
مُسْتَرِيحًا يَرْقُبُ الموتَ يَجِيه
يشربُ كأسًا يَسِيرًا من فناءٍ و عدم
ثُمَّ ليسَ بعدَ ثُمَّ فاءُ أو عطْفُ و ثم
لا يبالي ألهذا الجسم روحُ مَا هَوَاه
كانَ حقًّا لو بناه
قد سعى السعيَ النّزيه
أخلقتُ ليكونَ الكونُ صخْرًا فوقَ ظهْرِي
ثمَّ أصغي و أنا دَبًّا أسير فَوْقَ ظهرِي كلَّ ملْهى
فيه أصواتٌ شِدادٌ كالخرير
فيه أنفاس خمورٍ فيه أنفاس حرير
فيه شرشار النّقود فوق عظمي
وَ أدِبُّ يحمِلُ ظهْري الأمين
ذلك الملهى اللّعين
ماأحسّ قدميّ سوّط ذاك الطّريق
أم أنا نصفٌ يسير فوق عظم ركبَتيَّ
ثمّ رأسِي أعرفُ كلَّ الثَّنايا
للزّناة و البغاة و اللّصوص الأبرياء
ليسَ فيها غيرَ ثقبَ إبرتين
مسمع يجري طليقا و رفيقا بالنِّداء
مثلَ ريحٍ فوقَ ماء
آخرُ مجراه عينٌ ليس مثل التّوأمين
فهي في سطح جبيني
وهي وطواط عشاء
(و أنا أمشي و أنا أمشي)
ليت نعشي
يركض نحوي فألقِي فوقه جسمِي الطَّريح
و أنام
ديوان الأخيارو الجميل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق