الأحد، 4 مارس 2018

على ماذا تصارمنا سعادُ،،،الشاعر جلال طه الجميلي

على ماذا تصارمنا سعادُ
ويلحونا بلا ذنبٍ زيادُ

وتذكرنا جموعٌ في ذهولٍ
وتذهلُ عن تذكرنا هنادُ

ونبدو ربما لبني فلانِ
كما تبدو لعنينٍ نهادُ

على أني بعينِ أبي فراسٍ
أصيلٌ مثلما تبدو الجيادُ

أقولُ ملاكُ هذا الأمرِ رهنٌ
بحظِ المرءِ من عهدٍ يرادُ

واِني والوفاءُ لدي طبعٌ
كما طبعت على ورعٍ عبادُ

وودوا لو أداهنُ في حياتي
وقد أزرى بما ودوا اعتقادُ

وقد علموا السموألَ كلَ عصرٍ
لهُ عودٌ وها أنا قد أكادُ

ولي في أدرعِ الكندي رأيٌ
يظلُ بهِ الخلودُ هوىً يعادُ

يداهنني الخؤونُ فأزدريهِ
ومن يرضى يداهنهُ الجرادُ

وهل تبني الخيانةُ صرحَ عزٍ
وهل يذكي سنا جمرٍ رمادُ

وأقبحُ ما تخبئهُ نفوسٌ
إذا جبلت على كيدٍ يكادُ

وفيتُ ذمامَ أهلٍ في حنوٍ
ولم أبخل على وطنٍ يشادُ

اِذا عاثَ الفسادُ بطبعِ حرِ
وما يدريكَ ما يبغي الفسادُ

فأولُ ما يحاولهُ اقتناصاً
وفاءً قد تملكهُ الفوادُ

تفشى بينَ جل الخلقِ داءٌ
هو الأدهى ومن عجبٍ يرادُ

اذا أضحى الخوونُ عميدَ قومٍ
وضجت من خيانتهِ البلادُ

فبطنُ الأرضِ خيرٌ من بطاحٍ
بها الأخيارُ عن حكمٍ تذادُ

ألسنا أمةً وفَّت ذماماً
عليها كان ينعقدُ العمادُ

بلى كانت ولا زالت وتبقى
إِذا عادت لخالقها تعادُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق