الثلاثاء، 27 مارس 2018

. (( ريحـانة العمـر)) الشاعر غياث عياش

إلى التي يكرمنا الله لأجلها ..
إلى التي جعلت الجنة تحت أقدامها ..

. . . (( ريحـانة العمـر))
قـدِّيسـةٌ مالهـا في الخَلْـق أشْبـاهُ
فـي سُلَّـمِ القَـدرِ تَلْقَــاهـا بـأَعـلاه

قد أعجزتْ معجمَ الأوصافِ آيتُها
وهـل يُطَــال مقــامٌ ... بــزَّه اللــهُ

فجنَّـة الخلْـد مـن تعظيـم رتبتهــا
قـد أُزْلِفَتْ تحتَها كي يُكْرمَ الجَـاه

سبحان منْ أغدق النُّعمَى لنا منَحَاً
تبنـي الحيـاة .. فما أغلـى عطاياه

فالأمُّ معجـزةٌٌ .. تَجْلــو لنـاظـرهــا
سـرَّ الـوجـودِ .. وتبدو ركْـن مَبْنَـاه

فالحبُّ يُقْطَف من أحضانهـا ثمـراً
بالعطف والَّلهـف والتَّحنـان ترعـاه

ثوب الطَّهـارة مغـزولٌ .. لقـامتهـا
أكـرمْ بثـوبٍ نسيج الحـبِّ وشَّــاه

نهـر الهـدايـة .. رقـراقٌ بـدوحتهـا
ينساب شهـداً بمرج الرُّوح مَجراه

أما النَّقـاء .. فحدِّثْ فيـه لا حـرجٌ
فيضُ الحنان بدفْء الحضن تلقاه

حبـل الفضيلـة مضفــورٌ بفطرتهـا
شهـد المــروءة مـن صغـرٍ نهلنــاه

تـاج السَّمـاحة نـورٌ فـوق هامتهـا
عـزم الإرادة فـي طيبٍ .. كسبنـاه

حمَّالةالهمِّ في صمتٍ وفي غصصٍ
والحـزن تكبتُـه في الحسِّ مـأواه

كالشَّمع تـذوي عطاءً كي تنير لنـا
درب المسير وعمراً نحن نخشـاه

كم ليلـةٍ كابَـدَتْ إن مسَّنـا مـرضٌ
تـرجو الشِّفاء بدمـع العين تَرقـاه

هي الفـداءُ بسـاح العسـر منقـذةٌ
لا خـوفَ يوقفهـا .. لا جود تأبـاه

من روحها عَصَرتْ ماءَ البقاءِ لنـا
بـاب الكـرامـة منهــا قـد دخلنـاه

أكْبـر بهـا مـوطنـاً للـرُّوح مُنْتَجـعٌ
للــرَّأي بُـوصلــةٌ ... للهـمِّ مَشْفــاه

من عمرها نَسجَتْ جسراً لبهجتنا
مهمـا جحدنا فهل نجفـو وننسـاه

حـوريـةٌ لبستْ درَّ الهـدى .. حللاً
كـم شـعَّ مـن نـورهـا فكـرٌ قرأنـاه

نبـع الأمـومـة فضـلٌ جـلَّ بـارئــه
يهمي عطـاءً .. بنسْغ العمر مسراه

إن الأمـومــة لـو تُتلـى منــاقبهــا
قديخفق الشعرُوالقرطاس والفاه

أمَّـاه يخـذلني التعبيـر .. أعلنهــا
بـأنَّـكِ الخيـر لا تحصـى سجايـاه

أنـت السَّفينــة بالأجيـال مبحـرةٌ
نحـو الضِّيـاء بعـزمٍ فـاق مغــزاه

على جناحك نسعى صوب مأربنا
لـولاك .. يفتقـد الإنسان .. معنـاه

الطِّيبُ طبعُـكِ .. والإيثار يَرفُـدُهُ
والجهد مرتخصٌ والصِّدق فحواه

فـإن بَعُدتِ يغيبُ النُّـور عن مُقَلي
فـأنت للعمـر . عنـد الجـدِّ . عينـاه

والعمــر دونـك قَفْــرٌ لا ربيــع بــه
لكنَّـه ... قَـدرٌ ... يُقْضَـى ونَحيـاه

هـذي الحيـاة بفقـدِ الأمِّ موحشـةٌ
فالعيش في ظلِّهـا سعـدٌ عشقنـاه

إنِّي نَـذرت لهـا .. حبِّي وعاطفتي
فطَيْفهـا في حنايا الـرُّوح سكنـاه

بالدَّمـع أكتـب .. آهـاتٍ تـؤرقنـي
فالقلـب منفطـرٌ .. والفَجـع أدماه

وكيف أنسى حنـانـاً كنـت أدمنـه
هل يهتدي مركبٌ قد ضاعَ مَرفاه

يـاربُّ نرجـو جنـان الخلد خاتمةً
في ظـلِّ عـرشك بالفردوس ربَّاه

تحيتي وتقديري /غياث عياش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق