ملاك
خرجت ترعى الأغنام في التلال المجاورة لقريتها ......وكانت اللحظات ساحرة قطرات المطر تكتب قصيدة ملؤها الحب والغرام استمرت تصعد التلة الخضراء والضباب يلف كيانها النحيل بحلل وردية تكاد تلامس السماء....
عادة الأغنام معلنة حلول الظلام .. الوقت يمر كسحابة صيف تجر مواكب غربتها ...الساعات الكئيبة تحل على القرية ...
نعم كل من في القرية يبحث عن الحاضر الغائب. ..الألسن تلوك الكلمات. . هل الذئب أكلها. ..أمها محصنة. ..تصرخ ملاك أين أنت .. ؟ ليت والذئب قد اكلك ليتني أجد بقايا الاعضاء....
صديقتها وداد ...تلك الفتاة الشريرة التي سهام لسانها مسلطة دائما بالشر ، فهي كما تقول لها صديقتها كوثر دائما بأكلة اللحم....
وداد تهمس قد يكون لها صديق خرجت معه.. ؟فهي رومانسية ...؟ ربما أحبت الاستمرار. ..؟ ربما هي في المدينة .... ؟
كل من يمر هنا يتأمل ربما يجد الأثر ...ربما العشب هذا بعض من جيناتها البيضاء ...هل هو يحمل خصلات الحرير السوداء التي تنثرها على صدرها...
..
مات أبوها خالد بعد عشر سنوات من التعب والعناء. حيث استفزته عقارب الساعات برتابتها واستولت عليه محطة الصبر والانتظار ...قتله القهر ونظرات الآخرين ، ففتكت به الأمراض وأجهزت عليه الأوجاع فتارة القلب يوقع ضرباته وتارة أخرى الضغط والتهابات المعدة ......فقد أكل اليئس قلوب وهد التعب أفئدة ..الحيرة تلف المكان ..هل معقول هذا ... ؟أين اختفت ....؟
شيخ الطريقة الصوفية يتدخل ..لكنه يرجع خالي الوفاض ..طلب كبش أسود كي يذبحه يوم الأثنين ..نفس اليوم الذي أختفت فيه .. ذبح الكبش للأرواح. ..كي تخرج الليلة باحثة عن روح مفقودة ...قالت صفية التي قد ناهزت المائة سنة لأمها اغرسي غصن الريحان واسقية بدم الديك البني حتى يرشد ....
أطلعي إلى الجبل وانثريه ونادي بأعلى صوتك يا ملاك...يا ملاك بحق رب الأفلاك ....عودي الآن الآن افرحي الأهل والجيران...
وهكذا تم استدعى كل التقوس والاستعانة بالمشعوذين والدجالين بائعين السراب......
مرت السنوات والسنوات الأم تريد أن تغلق الباب فصوت البرق افزعها ، والعاصفة تسكب قطراتها إلى مرقدها. ..لكنها لا تستطع ، فقد أقعدها المرض وأنهكها البكاء ...ملاك أين أنت أبنتي حبيبتي ...فلذة كبدي ...ذهبت ولم تعود ...ماذا صنعت يا رب ...لك الحمد يا رب ...اعد ريحانة قلبي ونور بصري وهجعت كي تستيقض على صوت ملاك. ..فأخذت تتحرك يمنة ويسرة لكنها لا تستطع. .وقلبها يقول إني لأجد روح ملاك لولا أن تفندون. ... لكنه حلم وذهب
أرخى الليل سدوره ...ورمى بكلكله فوق عيون المكلومين. ... حتى يتنفس الصباح .. فتتولد المعاناه
لكن فجر اليوم غير ..فهناك شبح في الطريق . من القادم فتاة أم هي ملامح جسد ...؟ النساء تخرج ...الشابات يدلفن من الشبابيك ..الرجال تسرع الكل يهرع مندهشا من الآتي. ...
وصلت فتاة مقطعة الثياب رثة الملابس ..عليها أثر السفر ..لا يعرفها أحد. ..
من أنت. ...
لا أعرف. ..
ابنت من أنت
لا أعرف
لماذا جئت قريتنا
هذه قريتي.....
كيف هي قريتك ..وأنت لا تعرفي من أنت. ..
سعود ذهبت تخبر صفية بالأمر. .
صفية
نعم
في القرية بنت تائه ...لا تعرف من أين أتت. .ولا أين ستذهب ...
صرخت صفية ...هذه هي هذه هي ...ملاك ابنتي ...رأيت في منامي أنها تأخذ بيدي.....
ونهضت مسرعة نحو الخارج ...
هنا كانت الصدمة كي تعود ذاكرة الفتاة ...فتصيح أمي. ..وصرخت العجوز ابنتي. ..ملاكي .....
الكل يتأمل ...النساء تبكين .. البنات ينشجن. الرجال يكفكفون دموعهم ..الموقف قوي ومؤلم ....صواحباتها في الصبا يعرفن ما بقى من ملامحها....
لحظات البكاء توقفت ...الآن الكل يسأل ...الكل يحدث نفسه من أين أتت. ..أين اختفت...هي ليست في حياة دعة ومرح فمظهرها يوحي بمخبرها ....وكأن من أتى من قبر واقف بين أهله يخبرهم عن حياة البرزخ ...
ملاك تقرأ في نظرات الآخرين أسئلة وأسئلة. ...فتحب أن تسكت العيون المشرئبة. ...
خرجت بالأمس بعد الظهر لارعى الغنم ...فصعدت إلى أعلى القمة .....القمة الخضراء التي يعشق القلب صعودها ويحبها الوجدان وخاصة في فصل الضباب حين يتراقص الشلال طرب وهو يقبل الصخور ويرسم على وجنات الحجر مشارب البخور ..وتبعث الأعشاب مواكب العطور فهي تجدب النفس إلى اكمامها وتأخذ اللب بأكنافها ...
فظلت ملاك ترتقي بجنون وتصعد بشغف وفتون لترمي قدميها مع لحظات احتجاب الرؤية وغياب بصيص الضوء...انزلقت قدمها اليمنى فلحقها فوقعت نمت الليلة وهأنا قد جئت مع الصباح.....هذا كل ماحدث ...لم أفعل شيئا . هذه هي القصة .....أين أبي ...أين أبي
أنا محترمة أسألوا صديقاتي بدور وتغريد وأسماء. ...
من هؤلاء الوجوه التي لا أعرفها. .
أين أبي. ..نسيت أين بيتنا. .. أين بيت الغنم. ..الكل تغير ...ما هذه اللعب التي تحادثونها . ....
يا الله كل شخص معه لعبة يحداثها وتحدثه. ....
حتى الدجاج قد تغيرت ...كانت ملونة فصارت بيضاء....أين هرتي فطومة ...اشتقت لها فهل هي مشتاقة لي... الحياة تغيرت ..
خرجت ترعى الأغنام في التلال المجاورة لقريتها ......وكانت اللحظات ساحرة قطرات المطر تكتب قصيدة ملؤها الحب والغرام استمرت تصعد التلة الخضراء والضباب يلف كيانها النحيل بحلل وردية تكاد تلامس السماء....
عادة الأغنام معلنة حلول الظلام .. الوقت يمر كسحابة صيف تجر مواكب غربتها ...الساعات الكئيبة تحل على القرية ...
نعم كل من في القرية يبحث عن الحاضر الغائب. ..الألسن تلوك الكلمات. . هل الذئب أكلها. ..أمها محصنة. ..تصرخ ملاك أين أنت .. ؟ ليت والذئب قد اكلك ليتني أجد بقايا الاعضاء....
صديقتها وداد ...تلك الفتاة الشريرة التي سهام لسانها مسلطة دائما بالشر ، فهي كما تقول لها صديقتها كوثر دائما بأكلة اللحم....
وداد تهمس قد يكون لها صديق خرجت معه.. ؟فهي رومانسية ...؟ ربما أحبت الاستمرار. ..؟ ربما هي في المدينة .... ؟
كل من يمر هنا يتأمل ربما يجد الأثر ...ربما العشب هذا بعض من جيناتها البيضاء ...هل هو يحمل خصلات الحرير السوداء التي تنثرها على صدرها...
..
مات أبوها خالد بعد عشر سنوات من التعب والعناء. حيث استفزته عقارب الساعات برتابتها واستولت عليه محطة الصبر والانتظار ...قتله القهر ونظرات الآخرين ، ففتكت به الأمراض وأجهزت عليه الأوجاع فتارة القلب يوقع ضرباته وتارة أخرى الضغط والتهابات المعدة ......فقد أكل اليئس قلوب وهد التعب أفئدة ..الحيرة تلف المكان ..هل معقول هذا ... ؟أين اختفت ....؟
شيخ الطريقة الصوفية يتدخل ..لكنه يرجع خالي الوفاض ..طلب كبش أسود كي يذبحه يوم الأثنين ..نفس اليوم الذي أختفت فيه .. ذبح الكبش للأرواح. ..كي تخرج الليلة باحثة عن روح مفقودة ...قالت صفية التي قد ناهزت المائة سنة لأمها اغرسي غصن الريحان واسقية بدم الديك البني حتى يرشد ....
أطلعي إلى الجبل وانثريه ونادي بأعلى صوتك يا ملاك...يا ملاك بحق رب الأفلاك ....عودي الآن الآن افرحي الأهل والجيران...
وهكذا تم استدعى كل التقوس والاستعانة بالمشعوذين والدجالين بائعين السراب......
مرت السنوات والسنوات الأم تريد أن تغلق الباب فصوت البرق افزعها ، والعاصفة تسكب قطراتها إلى مرقدها. ..لكنها لا تستطع ، فقد أقعدها المرض وأنهكها البكاء ...ملاك أين أنت أبنتي حبيبتي ...فلذة كبدي ...ذهبت ولم تعود ...ماذا صنعت يا رب ...لك الحمد يا رب ...اعد ريحانة قلبي ونور بصري وهجعت كي تستيقض على صوت ملاك. ..فأخذت تتحرك يمنة ويسرة لكنها لا تستطع. .وقلبها يقول إني لأجد روح ملاك لولا أن تفندون. ... لكنه حلم وذهب
أرخى الليل سدوره ...ورمى بكلكله فوق عيون المكلومين. ... حتى يتنفس الصباح .. فتتولد المعاناه
لكن فجر اليوم غير ..فهناك شبح في الطريق . من القادم فتاة أم هي ملامح جسد ...؟ النساء تخرج ...الشابات يدلفن من الشبابيك ..الرجال تسرع الكل يهرع مندهشا من الآتي. ...
وصلت فتاة مقطعة الثياب رثة الملابس ..عليها أثر السفر ..لا يعرفها أحد. ..
من أنت. ...
لا أعرف. ..
ابنت من أنت
لا أعرف
لماذا جئت قريتنا
هذه قريتي.....
كيف هي قريتك ..وأنت لا تعرفي من أنت. ..
سعود ذهبت تخبر صفية بالأمر. .
صفية
نعم
في القرية بنت تائه ...لا تعرف من أين أتت. .ولا أين ستذهب ...
صرخت صفية ...هذه هي هذه هي ...ملاك ابنتي ...رأيت في منامي أنها تأخذ بيدي.....
ونهضت مسرعة نحو الخارج ...
هنا كانت الصدمة كي تعود ذاكرة الفتاة ...فتصيح أمي. ..وصرخت العجوز ابنتي. ..ملاكي .....
الكل يتأمل ...النساء تبكين .. البنات ينشجن. الرجال يكفكفون دموعهم ..الموقف قوي ومؤلم ....صواحباتها في الصبا يعرفن ما بقى من ملامحها....
لحظات البكاء توقفت ...الآن الكل يسأل ...الكل يحدث نفسه من أين أتت. ..أين اختفت...هي ليست في حياة دعة ومرح فمظهرها يوحي بمخبرها ....وكأن من أتى من قبر واقف بين أهله يخبرهم عن حياة البرزخ ...
ملاك تقرأ في نظرات الآخرين أسئلة وأسئلة. ...فتحب أن تسكت العيون المشرئبة. ...
خرجت بالأمس بعد الظهر لارعى الغنم ...فصعدت إلى أعلى القمة .....القمة الخضراء التي يعشق القلب صعودها ويحبها الوجدان وخاصة في فصل الضباب حين يتراقص الشلال طرب وهو يقبل الصخور ويرسم على وجنات الحجر مشارب البخور ..وتبعث الأعشاب مواكب العطور فهي تجدب النفس إلى اكمامها وتأخذ اللب بأكنافها ...
فظلت ملاك ترتقي بجنون وتصعد بشغف وفتون لترمي قدميها مع لحظات احتجاب الرؤية وغياب بصيص الضوء...انزلقت قدمها اليمنى فلحقها فوقعت نمت الليلة وهأنا قد جئت مع الصباح.....هذا كل ماحدث ...لم أفعل شيئا . هذه هي القصة .....أين أبي ...أين أبي
أنا محترمة أسألوا صديقاتي بدور وتغريد وأسماء. ...
من هؤلاء الوجوه التي لا أعرفها. .
أين أبي. ..نسيت أين بيتنا. .. أين بيت الغنم. ..الكل تغير ...ما هذه اللعب التي تحادثونها . ....
يا الله كل شخص معه لعبة يحداثها وتحدثه. ....
حتى الدجاج قد تغيرت ...كانت ملونة فصارت بيضاء....أين هرتي فطومة ...اشتقت لها فهل هي مشتاقة لي... الحياة تغيرت ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق