الأحد، 30 يوليو 2017

جهول،،،مصطفى محمد كردي

جهول
زعمَ الجَهولُ بأنني زنديقُ
وكأنه في علمهِ الصّديقُ

قال التّصوفُ كُفرُه ذا بَيِّنٌ
وحكا كلامًا دونَهُ التّلفيقُ

فجميعُ أشياخِ التصوفِ كُفِّروا
في شرعهِ والصّدرُ كادَ يضيقُ

مع أن أهلَ العلمِ كانوا جُلُّهم
صوفيةً وطريقُهم تحقيقُ

نقلَ الأدلةَ مُغمِضًا وكأنها
وحيٌ يُنَزَّلُ لا أراهُ يفيقُ

فالحقُّ ما يرجو وليس لغيرهِ
فهو المرشَّحُ للهدى ويَليقُ

وأنا أردُّ على المزاعمِ عَلَّهُ
يأتيهِ علمٌ نافعٌ وطريقُ

وإذا سردتُ له العبارةَ زدتُّها
شرحًا ويأبى عقلَهُ التّوفيقُ

لكنه لمّا يزل مستغربًا
وكأنّما يحكي له الإغريقُ

لغةُ البيانِ تعوّذت من فهمهِ
مع أنني في الشّرحِ كنتُ أُريقُ

عجبي له فالجهلُ كان إمامَهُ
يسقيهِ فهمًا خالصًا و يُذيقُ

وتكاثرت عندي الأدلّةُ بينما
غلبت لديهِ شتائمٌ ونَعيقُ

والرأيُّ عندي لا يكونُ برَدِّها
فالرَّدُّ يجمعُ بيننا ويُحيقُ

أدبُ الحوارِ تخاصمٌ في حُلَّةٍ
فضفاضةٍ والسِّترُ فيهِ صَفيقُ

لا كالذي يهجوكَ جهلًا جاعلًا
أقوالَهُ حَكَمًا بها التّفريقُ

يعلو بصوتِ غُثائهِ ويظنُّهُ
يعلو الحقيقةَ والأداءُ نهيقُ

مصطفى محمد كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق