الأربعاء، 26 أبريل 2017

إنهم ذهبوا...الرحيل العربي...أخيرة..احمد انعنيعة

إنهم ذهبوا...الرحيل العربي...أخيرة..
امتلأت الشوارع بأطفال بلا سواعد...سن الطاعون في بطونهم شريعة الصمت...وتسممت دماؤهم في بداية خريفهم...كانوا يقرؤون كتبا ميتة يعيدون بها خلق شخصيات قديمة..شخصيات تركض بين الخيام في العتمة... كل يوم حلقة جديدة..كل ساعة زاوية نظر تغنيك بمواجع الغبطة..كل كلامهم مجاز وتشبيه وكل كلماتهم وصف وتنبيه..يضمرون حقائق أجدادنا بأبجديات لا ترتسم ملامحها في الأفق..فتعم الفكرة مشوهة في الأذهان..لا يسالون كالا عنهويتك..عناسمك..وعن فرشة التراب الذي تنام فوقه...هاجسهم الأمني افقدهم الفائدة في القراءة...لا يهتمون إلا بالسؤال..من أنت ؟ يتعالون بآرائهم فوق حروفك ويعلقون ألفاظها دون مخارج...فتبقى كتاباتك خرساء...فيسيل المعني سيل الماء على صوف خروف...لا يركبون إلا كلماتك الانضاء كأنهم يمتطون أعناق الإبل وينظمون سباقات بالحمير...وإذا ما مروا عليك سلموا، بقفاهم... كانت صورهم جميلة جدا ...كانوا يبدون رجالا شرفاء وقد علا شيب الوقار وجوههم...شاخوا ولم يستسلموا....كانوا يعاندون فقط....كانوا يعرفون ان زمنهم قد ولى ولكنهم كانوا يكابرون....ما اجمل انتصارنا....سقطوا بحناجرنا فقط.كنا نلغط وراءهم وهم يصمون أذانهم وقرا....لا يهم...المهم أنهم ذهبوا إلى عالمهم الأحمق...ذهبوا ليقبعوا وراء بوابات التاريخ. كثيييرا ما سمعت أجمل الأغاني...الرفاق حائرون....يتساءلون....تائهون...وهذه المرة كان فشلهم دريعا بعد تجاربهم الفاشلة...ذهبوا....دونحرب..استسلمواعن طيب خاطرهم.... وتركوا كراسيهم الخشنة...تركوا مقاعدهم الوثيرة ....اه مقاعد زرعت بكثير من الإبر....ذهبوا وهم يجرون ...ذهبوا وهم يلعقون جراحهم الغائرة...ذهبوا وقد أرغمتهم كتاباتكم...جريانكم في شوارع مدنكم....اكتبوا...اجروا....صيحوا...إنهم عادوا إلى حياتهم البئيسة...كلماتكم اقوي من خراطيشهم ضراوة...وجرس حروفكم يدوي فوق موسيقى بنادقهم...خانتهم أفكارهم...انهزموا انهزاما لا مراء فيه...طردوا والمرارة تملأ جوفهم . اعلم أخي تمام المعرفة إن اللسان لا تعضه الأسنان وان القلب إذا هوى أتاه العقل بما نوى...وان الكلمة لا تختنق في الفم إلا إذا صار بلا شفتين..قد اتسخ قميصي...وسكن ظلي في مكانه وان تحركت شمسي..لامبرر للغموض ولا مجال للمراوغة...إني اشد على قاعدة التحديات والعلم... لا مجال للفوضى..اللعبة انتهت ولما اضحك بعد...الإحباط والوهم سرقا ضحكتي الطفولية...
احمد انعنيعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق