الجمعة، 28 أبريل 2017

* قصيدة شعبان أهلاً :ريحانة الشام : مريم كباش

* قصيدة شعبان أهلاً :
==============
رجبٌ مضى شعبانُ لا يتأخرُ
يأتي كريماً بالفضائل يزخرُ
ياغافلاً ذا الشهر يرفلُ بالرَّجا
إيَّاكمُ أنْ تغفلوا أو تنكروا
هلَّا سمعتمْ قولَ جَدِّي المصطفى
عن سرِّ هذا الشّهر كيف يفسِّرُ ؟
بين الشُّهور مُكَرَمٌ متميزٌ
بالعفو والغفران جاء يعطِّرُ
وقوافل الأعمال تُرفعُ للسَّما
وهناك ربي في الأمور يقرِّرُ
قد صام فيه رسولنا مستغفراً
ومناجياً بالشَّوقِ نحوه يُبحرُ
شهرٌ به الأنوارُ فيضٌ سرُّها
هَيَّا إلى الطَّاعاتِ قوموا شَمِّروا
أصغوا إلى ربٍّ كريمٍ قائلٍ :
هل تائبٌ أو سائلٌ فأُبَشِّرُ ؟
فتهيأوا للشَّهرِ حتى تغنموا
ولأفضل الأعمال لو تتخيَّروا
ذا الشَّهرُ يدعو للتَّسامح بيننا
وإلى الثَّباتِ على التُّقى فتدبَّروا
قد جاء يهدي للعباد محبَّةً
ومشاعلُ الرَّحْماتِ منه تُنَوِّرُ
ياحسرةً ماذا أصاب نفوسكم ؟
والحبُّ في أضلاعكم يتكسَّرُ
النَّاس باعوا دينهم أخلاقهم
إبليسُ من أفعالهم يتذمَّرُ
شعبانُ جاء وفي العيون دموعها
فالأقوياء على الضِّعاف تجبَّروا
إنَّ الطغاة بأرضنا قد أفسدوا
والظّلم يفتك بالعباد ويقهرُ
والدِّين صار قناع زيفٍ يُرتدى
كي بالخديعة للمصالح يعبروا
زورٌ وبهتانٌ شريعةُ دينهم
من نسلِ شيطانٍ أَتَوا وتَحَدَّروا
شعبانُ ياشهرَ التَّحررِ ليتنا
من داعشٍ وشرورها نتحررُ
شعبانُ يأتي والحروب بدارنا
بؤسٌ وتشريدٌ وقتلٌ أحمرُ
أعراضُ تُهْتَكُ تُسْتَبَاحُ حرائرٌ
أيتامُ تبكي ليسَ مَنْ يَتَأَثَّرُ
ومساجدٌ وكنائسٌ قد هُدِّمَتْ
أوطاننا وبيوتنا تَتَدَمَّرُ
والبؤسُ يفترسُ العبادَ فترتمي
بالعجز حتى الصبر لا لا يثمرُ
وضراوة الإرهابِ تحرقُ موطني
والغدر يمشي في الرُّبوعِ وينخرُ
وطني جريحٌ كم يئنُّ بلوعةٍ !
فمتى سيشرقُ ذا الصَّباحُ الأنورُ
يانخوةً عربيَّةً وُئِدَتْ هنا
وعلى زمان الصِّدق كم نتحسرُ !
أعرابُ قد باعوا الضمائر خِسَّةً
هُمْ في الغوايةِ والضَّلالِ تَقَهْقَروا
وعلى بلادي قد تآمر جُلُّهمْ
والشَّرُّ من أنيابهم يتقطَّرُ
ومع الأعاجم قد تآمر بعضهم
إنَّ النفاقَ لوصفُهمْ الأجدرُ
يا أمَّةَ الإسلامِ أينَ عقولكم ؟
أ بنصرةِ الأعداء يوماً تُنْصَرُوا ؟
يامَنْ تُوالونَ الأعاجمَ إنَّكم
في الدِّينِ والدُّنيا لَأنتم أَخْسَرُ
حتَّامَ ياأعرابُ يغدرُ بعضكم ؟
أنتم شياطينٌ أضلُّ وأكفرُ
يامسلمون تنبهوا واستيقظوا
يابئسَ تفرقةٍ بها نتدهور
صهيونُ والأغرابُ قد مكروا بنا
وعُبَابُ غدرهمُ بقومي يمخرُ
يا أيَّها الأعرابُ لو تتذكَّروا
لا صحبة لثعالبٍ بل يمكروا
ياعجمُ ياصهيونُ كيدوا كيدكم
واستجمعوا الأعراب إذ تستنفروا
لا لن نهاب جيوشكم أو زحفكم
فالأَسْدُ تُرْعِبُ إذْ تهبُّ وتزأرُ
والحربُ تختبر البواسل صبرهم
إنَّ الفخار بأرضِ شامي يفخرُ
فهنا عرين الشام يحمي أرضها
أملاك رحمنٍ تصون وتزجرُ
والجيش يفدي بالنفوس وبالدِّما
من رجسِ إرهابٍ غداً نتحررُ
ياربُّ في شهرٍ كريمٍ نَجِّنا
من شرِّ أعداءٍ لنا قد دبَّروا
فلعلَّ بالشَّهرِ الكريمِ خلاصنا
لا ليس غيرك ناصراً نستنصرُ
ياربًّ إن كان الأعادي قد بَغَوا
فيقينُ إيماني لَأَنتَ الأقدرُ
شعبانُ أهلاً بالعطايا وبالمنى
إنَّا أتينا خُشَّعاً نستغفرُ
قد صغتُ في معناكَ حرفُ قصائدي
فَغَدتْ حروفي ياسمينُ وعنبرُ
والنُّورُ أشرقَ ساطعاً بقصيدتي
والخيرُ ينبتُ في القوافي يزهرُ
وإذا سواد خطيئتي قد حَبَّرَتْ
صفحات عمري والذّنوبُ تُعَفِّرُ
أسرعتُ نحوك والمحبة في دمي
والدَّمعُ في عيني سيولٌ أنهرُ
واقولُ : ياربّي أتيتكُ راجياً
متوسلاً بالشَّهرِ نَقْصِي تُجبرُ
شعبانُ احملْ للسَّماءِ نداءنا
ياربُّ إنَّا بالدُّعا نَتَطَهَّرُ .
**
القصيدة على وزن البحر الكامل
ريحانة الشام : مريم كباش
كل عام والجميع بألف خير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق