الجمعة، 30 يونيو 2017

وجع الروح،،،مصطفى محمد كردي

وجع الروح
دعني أموتُ فإني مرهقٌ تَعِبُ
لستُ المريضَ ولكن مهجتي السّببُ

إن كنتَ قُربًا يزيدُ القربُ نبضتَها
أو غبتَ عني يفيضُ الروحُ و الوصبُ

صوّرتُ رسمكَ في قلبي فبتُّ لهُ
كما المتيّمُ والعشاقُ تُختَلَبُ

جاوزتُ في حبِّكم ما كان يعبدهُ
أهلُ الكواكبِ والأصنامِ إن نُصبوا

أو المجوسُ بوهجِ النارِ فتنتُها
أو المسيحُ على الألواحِ قد صُلبوا

الاسمُ منكَ يُذيبُ النفسَ يُزهقُها
فكيف وجهٌ برَسمِ الحُسنِ يَحتجبُ

فيهِ الجلالُ فإن لاحت بَوادرهُ
لَبَّت لنارِ اللِّقا ما باتَ يقتربُ

حجابهُ النّورُ يُفني العاشقينَ بهِ
مثل الفراشِ بنورِ الحُبِّ قد طُلِبوا

لوّعتَ قلبًا فنابَت عنه رَعشتهُ
ما أجملَ العشقَ إن جاءت به النُّوَبُ

يجتاحُ حاجِبَهُ في نَظرةٍ سَنَحَت
فالبرقُ يخرقُ أوهامًا كما السُّحبُ

بدرٌ تصوّرَ في صَبٍّ فذابَ لهُ
في ومضةِ السِّرِّ والأوصالُ تضطربُ

واليوم بانت بواديكم فيالهفي
من غربةِ العينِ عمن صار ينتقِبُ

لا الرّوحُ تهدأُ في أنفاسِ خافقِها
فالروحُ من أمرِكم في الجسمِ تنسكبُ

أو يرجعُ الأمرُ للمشهودِ من زمنٍ
( ألستُ ) من وقتِها الأرواحُ تنتحبُ

إن كان جسمي له في بُعدِكم سببٌ
فالتُّربُ أولى له إن كان يَنتَسِبُ

مصطفى محمد كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق