الاثنين، 28 أغسطس 2017

((( إسراء البعاد )))يحيى نفادي سيد

((( إسراء البعاد )))
وقفت تنتظر قطار السابعة مساء تمسك بيدها
يدي ابنتها ومنها لهفا سابق شوقها لعودة زوجها
دقت ساعة المحطة تمام السابعة وجاء القطار
وأخذت تعدوا بنظراتها بين القادمين إلا إن فرغ
القطار من الركاب ولكنه ما كان من القادمين
تهدل دمعها شغفا وخوفا وسابتها الظنون والحيرة
وأخذت تتساءل ولم تجد بنفسها جوابا
فعاودت أدرجها ودمعها يتساقط على شعر ابنتها
وفي طريقها للعودة نشدت قائلة
***************************
يا من راقبت للحظه سويعات الأيامِ
......... جمة عيون الصفد قيودا وسلوت المنامِ
شقيت فيك بجهالة الظن وصالا
............ وما حسبت البعد أسرى بغاياه للوئامِ
أنا ما صادقت فيك غربة الهجر
............ بل عزاب أطرى إليك شوقي للغرامِ
وعكفت بظل الخوالي مسامرة نحيبا
............وحولي نهد الداجية أبلى ظلمات قتامِ
يا من تناسيت لفجري غيم إشراقه
.....كاف وهاج الشمس غيوما بهجير المرامِ
ف صنع جزلا من سلف هوانا
........وقارب لنطفة ما نطقت بسمك ف سامِ
والليل إن شاد إليك رفس عتابه
............ ما قبلت له رثاء ولا أبقيت فيه لوامِ
واني بالجود جواد من جواد أصولا
.......... لا أقرن الضيم بنقد عهدا هاب إدغامِ
فيا شوق أحفظ لي كبرا حرمتي
............ فان ألج الفؤاد إليه ضعفا فذاك زامِ
واني والليالي نطاول للصبر حده
...ف من يثري للصغيرة إلا تؤم فيك خصامِ
***************************
وتعود للبيت وفي أعين صغيرتها تساؤلات
ما رأته من ذي قبل ولم تعي له وجودا أو طيف
تقول لامها أهذا الذي به كنت تحادثيني فيه
ونظرت إليها الأم وقرأت من عينيها ما لم
تبلغه ببلاغة القول ولكنها قرأت
**************************
ويحك أبا الغبراء من سليط نفسك
........ما عازت لنا غرائك لتميد بصمك
قدت رحمات الرحم من خيلاء
.............. فيا لعري ما أنت به في وهنك
إن تجترئ علينا بأنصال الغيبة
.......ما لحداها يخرق لنا جسد في صولك
ولأن أنس الصبر فينا انتظار مؤملا
...ف ضحوك الغيب كم يطيح عنك ندمك
ما بال فاه لم يناديك يوم
.....وما بال حناي لم يدرك منك إلا خيلك
قصت ستائر الغاشة وري غشها
................فمن يعير الندم غور عوزك
أيا صبي من ضحل الأبوة غارم
...... هواك قلب كبد كم كابد منك رهطك
وما لحاجتي فيك إلا عود بسما
........... لشفاه كم بسملت بكنية وصفك
ولئن حجمت ما تحجم إلا مراسا
...........ناد وزره سنون عمري لدهمك
ف حصد مغانم الفراق واستبق البعد
..جفت مدامع الحسر إن تعظ فيك جحدك
*************************
يحيى نفادي سيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق