الأحد، 27 أغسطس 2017

صورتك الكبيرة بقلم الشاعر إبراهيم العمر

صورتك الكبيرة
بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا لست سوى انعكاسات
للمسات الحياة,
وحين أكون جميلا,
فأنا أعكس ما يلامسني
من السحر والجمال,
وأتفاعل مع ما أعيشه
من العشق والشوق والهيام,
أنا رهن الظروف
ورهن القضاء
ورهن القدر
ورهن اللحظات والثواني,
رهن خيوط الوهج,
وكمية الضوء التي يمكن لك فيها أن تراني.
بقدر ما أتعرض للإشعاع
بقدر ما أبدو رقيقا وشاعريا وهلاميا وشفافا,
إبحثي عن معاناتي,
ابحثي عن كمية الضوء,
ابحثي عن تواجدي
في روحك
وفي أعماقك
وفي تعابير وجهك,
ابحثي عني
في شردات لا وعيك وغيبوبتك,
ابحثي عن أناملي
في خصلات شعرك,
ابحثي عن همساتي الدافئة
التي تلامس أذنيك
في وسط سكون الليل
الذي ينام وسط الشجر الصامت,
ابحثي عن حروفك
التي تتمرّغ على شفتيي
كل الوقت الذي أغيب فيه
في عالم من الروعة والسحر والوداعة والجمال,
ابحثي عن كل ما يسكن في خاطري ووجداني
من تواجدك
ومن جسدك
ومن روحك
ومن أحاسيسك,
وعفويتك وصدقك وخوفك
ورعشة ضلوعك وترددك
وأنين أوجاعك
ولهفة روحك
وتوقك وحاجتك الى الأمان
والسلام والحب والحنان,
ابحثي عن كل ما يذيب كلماتي ويسحقها
ويجعلها رقيقة مشّعة
مثل فصوص الماس
وحبات المرجان
وعقود الياقوت,
انظري الى الأفق البعيد الذي يغطّيني
لترى صورتك الكبيرة
تحتضن مشاعري
وتلهب أحاسيسي
وتناديني
وتغوي كل احتياجاتي
وتلملم كل أنسجة الهم والقلق والقهر
والحرمان والأسى والمرارة
التي لبست جسدي
واستوطنت في روحي أيامي وسنيني .
ــــــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق